الخليل- معا - استيقظ الطفل بلال إبراهيم عمرو، ابن التاسعة من نومه صباح اليوم، ممتلئاً غبطة وسرورا، يسابق الزمن، فاليوم هو موعد حصاد 182 يوماً من الجد والاجتهاد والدراسة، هي مجموع الأيام التي ذهب فيها بلال لمدرسة الرابطة مثابرا .. اليوم كان على موعد مع مدرسته لاستلام شهادة الصف الثالث الأساسي للارتقاء للصف للرابع الأساسي.
قبل مغادرته للمنزل كان يحث شقيقته ميساء ابنة الرابعة عشر ربيعا على الإسراع ،"تأخرنا..هيا بنا "، أمسكت ميساء بيد بلال وخرجا من منزلهم الكائن في شارع عين سارة وسط مدينة الخليل، وقف الطفلان على الرصيف كعادتهما، ولم يدم انتظارهما، قبل ان تباغتتهما سيارة تابعة للأمن الوطني لتصعد عجلاتها فوق الرصيف وتصدمهما قبل ان تصدم بواجهة المحل وتتوقف..ليرتقي بعدها بلال للرفيق الأعلى وتنقل شقيقته للمشفى لتلقي العلاج..
هرع المواطنون ورجال الشرطة وبعض العناصر الأمنية للمكان، وما هي الا لحظات حتى وصلت سيارات الإسعاف ، لينقل الطفلان للمشفى، وهناك حاول الأطباء جاهدين الإبقاء على حياة بلال، لكن بلال قضى متاثرا بجراحه .
فجعت عائلة عمرو، بالحادث الجلل، وانتقل الحزن ليخيم على مدرسة الرابطة، وبكى رفاقه في الصف حزنا على رفيقهم الذي غاب عنهم، وتحول يومهم البهيج ليوم كئيب مليء بالحزن..
وتبقى بلدة دورا الى الجنوب من مدينة الخليل، مسقط رأس الوالد إبراهيم، على موعد يوم غد لاحتضان الطفل بلال في مدفن العائلة..
رجل الأمن الوطني والذي كان يقود السيارة، تم توقيفه من قبل الاستخبارات العسكرية، للتحقيق معه حول ملابسات الحادث.